رسالة رئيس الكلية

بسم الله الرحمن الرحيم

الصحة نعمة إلهية وحاجة عامة، وقد ذُكرت في المصادر الإسلامية كإحدى النعمتين اللتين لا يدرك الإنسان قيمتهما إلا عند فقدانهما. تعتبر الصحة محورًا وأساسًا للوصول إلى باقي الأهداف الإنسانية السامية، حتى أن الصحة والإنسان السليم يُنظر إليهما اليوم كركيزة أساسية للتنمية. لذلك، فإن البشر منذ بداية الخلق قد أدركوا أهمية صحتهم وسعوا للحفاظ عليها. كانت هذه الجهود فردية في البداية، ولكن مع التقدم الحاصل، أصبحت للصحة أبعاد متعددة، وتم الاعتراف بها كحق أساسي وأولي لكل إنسان، وأصبح تأمينها وحفظها وترقيتها من مسؤوليات الحكومات.

بالنظر إلى الظروف التي تحكم العالم اليوم، فإن تأمين الصحة وتحسينها يتطلب أنظمة متقدمة تُعرف بـ"أنظمة الصحة"، وهي أنظمة معقدة يزداد تعقيدها مع مرور الوقت. لذلك، تعاونت العديد من العلوم مثل علوم الحياة، الفيزياء، الكيمياء، علم الاجتماع، الاقتصاد، الإدارة، السياسات، تقنية المعلومات، المعلوماتية، وغيرها، لفهم تعقيدات هذه الأنظمة، وتقديم الحلول لتأمينها. إن توحيد هذه العلوم وتنسيقها واستخدام المبادئ العملية لتنفيذ سياسات صحية عادلة تتوافق مع احتياجات المجتمع وتكلفة مقبولة يتطلب معرفة ومهارات وفنًا يُعرف بـ"علوم إدارة الصحة".

لقد أصبحت هذه العلوم ذات أهمية كبيرة بحيث تعمل الحكومات على تطويرها وتعزيزها، كما تم تخصيص جزء من الجامعات والمراكز التعليمية المرموقة في العالم لهذا المجال. وفي بلدنا، حظي هذا الموضوع باهتمام كبير، حيث تم إدراج الدورات والتخصصات ذات الصلة في التعليم العالي منذ حوالي نصف قرن. في الوقت الحالي، توجد كليات تحمل اسم "إدارة الصحة" وأقسام تُعرف بـ"علوم إدارة الصحة".

تُعد جامعة تبريز للعلوم الطبية والخدمات الصحية واحدة من الجامعات الرائدة في هذا المجال، حيث كانت الأقسام ذات الصلة تعمل منذ سنوات ضمن كليات العلوم الصحية والعلوم المساعدة الطبية، حتى أنه في عام 2014 تم دمج هذه الأقسام لإنشاء "كلية إدارة المعلومات الطبية"، التي بدأت نشاطها رسميًا. تمتلك هذه الكلية الآن أربع أقسام تعليمية (إدارة وسياسات الصحة، اقتصاد الصحة، علم المكتبات والمعلومات الطبية، وتكنولوجيا المعلومات الصحية) مع 26 عضو هيئة تدريس في تخصصات مختلفة. تعمل الكلية على تدريب الطلاب، إنتاج ونقل المعرفة، تمكين القوى العاملة والمديرين الحاليين، وإجراء البحوث التطبيقية الحديثة، كما تم تحديدها من قبل وزارة الصحة كمركز تعليمي رئيسي في إدارة الصحة.